
إعداد: م. إسماعيل عبد اللطيف الأشقر
الإطار: تحليل سياسي – قانوني – استراتيجي
التاريخ المرجعي: نهاية 2025
1️⃣ تقدم مفاوضات المرحلة الثانية (الوسطاء – الضمانات – الجدول الزمني)
الوضع الراهن:
• المفاوضات قائمة لكنها بطيئة ومتعثرة.
• لا يوجد حتى الآن جدول زمني ملزم للانتقال الكامل إلى المرحلة الثانية.
• الخلافات الأساسية تدور حول:
o عمق الانسحاب الإسرائيلي
o مستقبل الوجود العسكري داخل القطاع
o الربط بين إعادة الإعمار ونزع السلاح
دور الوسطاء:
• قطر ومصر تحافظان على قنوات التواصل وتمنعان الانهيار الكامل.
• الولايات المتحدة تضغط باتجاه “إدارة النزاع” لا حله، مع أولوية الاستقرار ومنع التصعيد الإقليمي.
التقييم:
المرحلة الثانية لم تفشل، لكنها لم تنضج بعد. هي مسار مفتوح بلا ضمانات تنفيذ حقيقية.
2️⃣ ملف الممرات والمناطق العازلة وإعادة الانتشار (واقع السيطرة)
الواقع الميداني:
• الهدنة خفّضت مستوى القتال، لكنها لم تُنهِ السيطرة العسكرية الإسرائيلية في محيطات حساسة (الحدود، الممرات، نقاط الفصل).
• ما يسمى بالمناطق العازلة تحوّل عمليًا إلى:
o أداة ضبط أمني
o ورقة ضغط سياسية
o وسقف عسكري يمنع عودة الحكم الفلسطيني الكامل
الإشكالية:
• لا توجد خريطة متفق عليها لإعادة الانتشار.
• لا وجود لقوة دولية فاعلة على الأرض حتى الآن.
التقييم:
السيطرة العسكرية لم تُحسم لصالح أي طرف، لكنها تميل إلى إدارة إسرائيلية عن بُعد تمنع الاستقرار الكامل.
3️⃣ ترتيبات الحكم الانتقالي والتمويل (إطار أممي أم فراغ سياسي؟)
الإطار الدولي:
• توجد محاولات أممية لوضع تصور لـ:
o إدارة انتقالية
o آلية تمويل وإعمار
o ربط المساعدات بالحوكمة والأمن
المعضلة الأساسية:
• لا يوجد توافق على من يحكم غزة:
o لا إسرائيل قادرة على الحكم المباشر
o ولا السلطة الفلسطينية جاهزة سياسيًا
o ولا المجتمع الدولي مستعد لتحمل كلفة الإدارة الكاملة
النتيجة:
• فراغ سياسي مُدار
• حلول مؤقتة بلا سيادة حقيقية
التقييم:
نحن أمام إطار دولي نظري لم يتحول بعد إلى واقع تنفيذي.
4️⃣ وتيرة دخول المساعدات واستدامتها (مقياس الاستقرار الحقيقي)
التطور الإنساني:
• دخول المساعدات تحسّن بعد الهدنة.
• تراجع خطر المجاعة الشاملة، لكن:
o الاعتماد شبه الكامل على الخارج
o هشاشة شديدة أمام أي تصعيد أو قرار سياسي
المخاطر:
• القيود الإدارية
• ربط الإغاثة بالملفات الأمنية
• تهديد عمل المنظمات الإنسانية
التقييم:
المساعدات مؤشر تهدئة لا مؤشر حل. استدامتها مرهونة بالسياسة لا بالحاجة الإنسانية.
🧠 التقييم الاستراتيجي الشامل
هل نحن أمام حرب استنزاف أم هندسة سياسية؟
• الإجابة المركبة:
✔ لا حرب شاملة حاليًا
✔ ولا سلام سياسي
➜ بل هندسة سياسية بطيئة تحت ضغط الاستنزاف
حدود القوة الإسرائيلية:
• فشل في تحقيق الحسم العسكري
• نجاح في منع الاستقرار الكامل
• اعتماد متزايد على:
o الضغط الدولي المُدار
o الأدوات الاقتصادية والإنسانية
مستقبل المقاومة:
• انتقلت من منطق “الضربة الحاسمة” إلى:
o الصمود طويل الأمد
o معركة الشرعية
o الاستثمار في التدويل القانوني والسياسي
• لكنها تواجه:
o حصارًا خانقًا
o محاولات نزع الشرعية
o تحديات الحكم والمجتمع
🟩 الخلاصة التنفيذية
غزة بعد عام على الطوفان ليست في نهاية الحرب،
بل في مرحلة إعادة تعريف الصراع:
لا غالب ولا مهزوم… بل نزاع مُدار،
تُحسم ملامحه ببطء في السياسة والقانون لا في الميدان وحده.
🔍 توصيات موجزة (للبحث والتوثيق)
1. التعامل مع المرحلة بوصفها صراع شرعية طويل
2. الاستثمار في التوثيق القانوني لا الخطاب الإعلامي فقط
3. ربط الإعمار بالحقوق لا بالاشتراطات الأمنية
4. الاستعداد لسيناريو “الهدنة الطويلة غير المستقرة”