رسالة الى قيادة حماس

بقلم | اسماعيل الاشقر
غزة لا تطلب شفقة… بل قيادة تليق بوجعها
غزة اليوم لا تعيش مأساة عابرة،
بل تقف في قلب كارثة إنسانية كاملة الأركان.
بيوتٌ سُوّيت بالأرض،
عائلاتٌ شُرّدت،
أطفالٌ ناموا في العراء،
أمهاتٌ فقدن أبناءهن،
وأسرى ينتظرون خلف القضبان.
أهل غزة خسروا كل شيء تقريبًا:
البيوت، والمدخرات، والأمان،
لكنهم لم يخسروا ما هو أثمن.
لم يخسروا كرامتهم،
ولا عنفوانهم،
ولا تمسكهم بحبل الله المتين.
بل صمدوا وصبروا واذلوا الجيش الصهيوني،
ومن خلفه اذلوا الطواغيت التي امدت الصهاينة.
بالمال والسلاح الفتاك والطائرات الشبح والسفن النووية وحاملات الطائرات،
فما رفع اهل غزة راية بيضاء ولا استسلم مقاتلو الانفاق وبقت غزة تنزف..
من يتقدم اليوم لقيادة هذا الشعب،
عليه أن يدرك أن القيادة هنا ليست منصبًا،
بل حملٌ ثقيل،
ليس خطابًا،
بل وجعًا يوميًا.
غزة لا تحتاج من يتحدث باسمها،
بل من يشعر بآلامها قبل أن ينطق،
من لا يساوم على دم الشهداء،
ولا يحوّل معاناة الجرحى والأسرى إلى أوراق تفاوض.
القائد الذي تريده غزة
هو من يقف ثابتًا حين ينهار كل شيء،
من يقدّم كرامة الناس على صورته،
والحق على الحسابات،
والأمانة على السلطة.
إلى العالم نقول:
غزة ليست رقمًا في تقرير،
ولا صورة في نشرة أخبار.
هي شعبٌ حيّ،
له أسماء، ووجوه وذاكرة وحقوق.
ولا يطلب من العالم تعاطفًا عابرًا،
بل اعترافًا بالمسؤولية،
ولا ينتظر شفقة،
بل عدالة.
غزة لا تطلب الكثير…
تطلب فقط قيادة صادقة،
وعالمًا لا يدير ظهره،
وإنسانية لا تصمت.




