الملف السياسي
أخر الأخبار

إسرائيل والقرن الإفريقي: توسيع النفوذ أم توسيع المخاطر؟

 

إعداد: م. إسماعيل عبد اللطيف الأشقر

1. الملخص التنفيذي

تشهد البيئة الجيوسياسية المحيطة بالبحر الأحمر والقرن الإفريقي تحولات متسارعة، في ظل تداخل الصراعات في غزة واليمن، وتصاعد أهمية الممرات البحرية الدولية. في هذا السياق، تسعى إسرائيل إلى توسيع حضورها السياسي والأمني في القرن الإفريقي، بما في ذلك الانفتاح على أرض الصومال، كجزء من مقاربة تهدف إلى تعويض تآكل الردع في مركز الصراع عبر توسيع هوامش النفوذ.

تخلص الورقة إلى أن هذا التمدد، رغم مكاسبه التكتيكية، ينطوي على مخاطر استراتيجية متصاعدة، وقد يؤدي إلى توسيع نطاق عدم الاستقرار بدل احتوائه.

2. خلفية عامة

يمثل البحر الأحمر أحد أهم الممرات البحرية العالمية، إذ يربط بين:

• شرق المتوسط،

• الخليج العربي،

• والمحيط الهندي.

وقد أدى تصاعد التوترات المرتبطة بالصراع في غزة، وتداعيات الحرب في اليمن، إلى إعادة تعريف البحر الأحمر من ممر تجاري إلى مسرح أمني متعدد المستويات، تتداخل فيه المصالح الإقليمية والدولية.

3. الإطار التحليلي

تعتمد هذه الورقة على:

• تحليل الموقع الجيوسياسي للقرن الإفريقي.

• رصد التحركات الإسرائيلية خارج الإطار الفلسطيني التقليدي.

• تقييم العلاقة بين توسيع النفوذ وتراكم المخاطر الأمنية.

4. دوافع التحرك الإسرائيلي في القرن الإفريقي

4.1 الموقع الاستراتيجي

يتيح القرن الإفريقي قربًا مباشرًا من:

• البحر الأحمر،

• باب المندب،

• خطوط الملاحة الدولية الحيوية.

4.2 اعتبارات الأمن البحري

تسعى إسرائيل إلى:

• حماية خطوط التجارة والطاقة.

• مراقبة التهديدات المحتملة لحركة الملاحة المرتبطة بها.

• بناء عمق استخباري بعيد عن مسارح المواجهة المباشرة.

4.3 تعويض الضغط في مركز الصراع

في ظل تعقّد البيئة الأمنية في غزة، تمثل الساحات البعيدة نسبيًا مجالًا لتوسيع النفوذ دون الانخراط في مواجهة مباشرة.

5. أرض الصومال: أداة نفوذ لا مشروع اعتراف

لا يُفهم الانفتاح الإسرائيلي على أرض الصومال بوصفه اعترافًا قانونيًا مكتمل الأركان، بل كـ:

• أداة ضغط جيوسياسي،

• قناة تعاون أمني واقتصادي،

• منصة محتملة للرصد البحري واللوجستي.

ويأتي ذلك في سياق هشاشة الاعتراف الدولي بالإقليم، واعتراض الصومال على أي مساس بوحدته السيادية.

6. الربط بين غزة – اليمن – البحر الأحمر

تشير التطورات الأخيرة إلى نشوء ترابط غير مباشر بين:

• مسار الصراع في غزة،

• التوترات المرتبطة باليمن،

• أمن الملاحة في البحر الأحمر.

هذا الترابط:

• يوسّع نطاق التأثير الجغرافي للصراع.

• يفرض مقاربات إقليمية شاملة بدل المعالجات الموضعية.

7. التداعيات الإقليمية المحتملة

7.1 على الاستقرار الإقليمي

• زيادة عسكرة البحر الأحمر.

• تعقيد توازنات القرن الإفريقي.

• حساسية متزايدة لدى دول محورية مثل مصر و**تركيا**.

7.2 على مشروع المقاومة

لا يخدم التمدد الإسرائيلي في القرن الإفريقي مشروع المقاومة بصورة مباشرة، إذ يهدف إلى تطويق بيئته الإقليمية. غير أن هذا التمدد قد:

• يفتح جبهات بعيدة يصعب ضبطها.

• يوسّع دائرة الأطراف المتأثرة بالصراع.

• يفاقم كلفة الانتشار الأمني الإسرائيلي.

8. التقدير الاستراتيجي

تشير المعطيات إلى أن التحرك الإسرائيلي يعكس:

• انتقالًا من منطق الحسم إلى منطق إعادة توزيع المخاطر.

• محاولة لبناء عمق بديل

• في بيئة إقليمية هشة.

• قابلية عالية لحدوث ارتدادات غير محسوبة على المدى المتوسط.

9. الخلاصة

إن توسيع النفوذ الإسرائيلي باتجاه القرن الإفريقي

لا يمثل بالضرورة توسعًا في القدرة على الضبط،

بل قد يؤدي إلى توسيع رقعة المخاطر

في إقليم يعاني أصلًا من هشاشة بنيوية وتداخل صراعات.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى