ما بعد الطوفان: استشراف المستقبل ومكانة حركة المقاومة الإسلامية حماس

إعداد: م. إسماعيل عبد اللطيف الأشقر
الإطار: استشراف سياسي – استراتيجي
المنهج: تحليل سيناريوهات – تقدير موقف – قراءة شرعية القوة
المكان/التاريخ: إسطنبول – 2025
- المقدمة
شكّل “طوفان الأقصى” لحظة فاصلة في مسار الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، أعادت تعريف معادلات القوة، وحدود الردع، والأهم: شرعية الفعل المقاوم في ظل كلفة إنسانية غير مسبوقة.
تهدف هذه الورقة إلى استشراف مستقبل القضية الفلسطينية خلال الأعوام (2025–2030)، مع تركيز خاص على مكانة حركة حماس بوصفها فاعلًا مركزيًا، لا مجرد تنظيم عسكري.
- محددات المرحلة الانتقالية
تتشكل المرحلة المقبلة تحت تأثير خمس محددات رئيسية:
- فشل نموذج “السلام مقابل الأمن” وانهيار الثقة بإمكانية تسوية تقليدية.
- اهتزاز صورة الردع الإسرائيلي رغم التفوق العسكري.
- تصاعد العامل الإنساني بوصفه محددًا سياسيًا لا ملفًا إغاثيًا فقط.
- انكشاف عجز النظام الدولي ومعايير العدالة الانتقائية.
- عودة القضية الفلسطينية إلى مركز الوعي العالمي بخطاب حقوقي متقدم.
- السيناريوهات الاستشرافية
السيناريو (أ): الاحتواء والتدويل – الأرجح على المدى القصير
السمات:
- ترتيبات دولية/إقليمية لإدارة غزة
- إعادة إعمار مشروطة
- تحجيم سياسي للمقاومة دون القدرة على إلغائها
مكانة حماس:
- باقية كقوة أمر واقع
- مستهدفة سياسيًا ومحصورة ماليًا
- محاصَرة بالملف الإنساني
التقدير: سيناريو هشّ قابل للانفجار.
السيناريو (ب): إعادة إنتاج سلطة مُعدّلة
السمات:
- واجهات تكنوقراط
- ضخ أموال دون سيادة
- غطاء عربي–دولي
مكانة حماس:
- شريك غير معلن في أفضل الأحوال
- أو معارضة شعبية قوية إن جُرّمت المقاومة
التقدير: يفتقد الشرعية الشعبية والاستدامة.
السيناريو (ج): التحول الوطني الجامع – الأصعب والأكثر استدامة
السمات:
- إعادة بناء القيادة الوطنية
- شراكة حقيقية في القرار
- مقاومة متعددة الأدوات (سياسية، قانونية، شعبية)
مكانة حماس:
- فاعل مركزي لا مهيمن
- عنصر قوة لا عبء
- جزء من مشروع تحرر وطني شامل
التقدير: المسار الوحيد القابل للاستمرار التاريخي.
- معادلة حماس المستقبلية
أ. عسكريًا
- لم تُهزم، لكن العمل العسكري الصرف بلغ حدوده.
- المستقبل: تحجيم الاستخدام لا إلغاؤه.
ب. سياسيًا
- مفترق طرق:
- سلطة محاصَرة بلا أفق
- أو قيادة شراكة وطنية
ج. شعبيًا
- قاعدة واسعة لكنها مُرهَقة.
- الصبر الشعبي ليس شيكًا مفتوحًا.
- التهديدات الحقيقية
ليست الاغتيالات أو القصف، بل:
- فقدان الثقة الصامت
- القطيعة النفسية مع الناس
- تحميل الحركة عبء المأساة الإنسانية
- العزلة الوطنية
- الفرص التاريخية
تمتلك حماس فرصة نادرة للتحول:
من حركة مقاومة فقط
إلى ركن تحرر وطني جامع
عبر:
- مبادرة وحدة حقيقية
- أولوية حماية المدنيين
- مصارحة داخلية
- خطاب حقوقي عالمي
- الخلاصة البحثية
حماس لن تُمحى،
لكن استمرارها مرهون بقدرتها على التحول لا الاكتفاء بالبقاء.
الشرعية القادمة تُبنى بالإنسان الفلسطيني أولًا… ثم بالأرض.






