صراع ما قبل الانتخابات.. لابيد يجر نتنياهو للصدام مع شركائه

دخلت إسرائيل مرحلة جديدة من الصراعات السياسية الحادة، إذ تحوّل الانقسام الداخلي إلى أزمة شاملة تهدد بقاء حكومة بنيامين نتنياهو. فبينما يحاول نتنياهو تصوير نهاية الحرب على أنها «انتصار أمني»، ترى المعارضة ومعظم الرأي العام أن النتائج جاءت كارثية، سواء من الناحية الإنسانية أو الأمنية أو الاقتصادية.
المعارضة بقيادة يائير لابيد وبيني غانتس تتهم نتنياهو بالفشل في تحقيق أهداف الحرب والتسبب بعزلة دولية لإسرائيل، إضافة إلى العلاقات المتوترة مع جيش الاحتلال.
كما تشهد الساحة السياسية مظاهرات متكررة تطالب بإجراء انتخابات مبكرة، وسط انقسام داخل حزب الليكود نفسه بين داعمين لنتنياهو ومطالبين برحيله.
في ظل هذه الأزمات، تبدو إسرائيل أمام مفترق طرق: إما الذهاب نحو تغيير سياسي واسع، أو استمرار حالة الاضطراب التي قد تُضعف موقعها الداخلي والإقليمي لسنوات قادمة.
وضمن حلقات الصراع الداخلي يتجه الكنيست، الأسبوع المقبل، إلى تصويت يُتوقّع أن يفتح مواجهة سياسية داخل الائتلاف، مع طرح رئيس المعارضة، يائير لبيد، مقترح قرار يدعو الاحتلال إلى تبنّي “خطة النقاط العشرين” التي طرحها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بخصوص غزة.
وتضع خطوة لبيد هذه نتنياهو أمام اختبار علني بين دعم المبادرة الأميركية وتبنيها رسميا، أو المخاطرة بصدام مع واشنطن؛ فيما حذّرت جهات سياسية من أن “مناورة لبيد قد تنجح، وتُحرج نتنياهو أمام ترامب والإدارة الأميركية”.
وبحسب ما ذكرت صحيفة “معاريف”، أعلن وزير التراث، عميحاي إلياهو (“عوتسما يهوديت”)، أنه سيصوّت ضد المقترح، فيما يرفض الوزير المتطرف إيتمار بن غفير، الالتزام بتأييد التصويت.
وكان لبيد قد أعلن، الثلاثاء الماضي أنه سيدفع لطرح المقترح أمام الهيئة العامة للكنيست الأسبوع المقبل، داعيًا إلى اعتماد المبادرة الأميركية التي تحدد مسار ما بعد حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة.
ويهدف لابيد إلى تحقيق عدة أهداف سياسية من طرح الخطة للتصويت:
أولا: جرّ نتنياهو وشركائه إلى موقف واضح: الوقوف إلى جانب خطة ترامب، أو التصويت ضدها وما يحمله ذلك من تبعات في العلاقة أهم الداعمين السياسيين لإسرائيل.
ثانياً: وضع نتنياهو في مأزق سياسي حيث أن دعم الخطة قد يثير غضب شركائه من أحزاب اليمين المتطرف بسبب بعض البنود مثل انتشار قوة دولية، وطرح احتمالات لمسار مستقبلي نحو دولة فلسطينية، وهو مسار يرفضه اليمين بكل أحزابه.
ثالثاً: لابيد يسعى من خلال هذه الخطوة إلى تقديم نفسه كبديل سياسي قادر على إعادة العلاقات مع واشنطن إلى مسارها التقليدي، في ظل التوتر الملحوظ بين الحكومتين خلال الأشهر الأخيرة.
رابعا: تأتي هذه الخطوة في إطار صراع سياسي حاد قبيل الانتخابات، حيث يحاول لابيد إعادة تموضعه كممثل للتيار الوسطي الداعي إلى حل سياسي متوازن.






