مقالات
أخر الأخبار

المركز العربي للبحوث والدراسات يعود إلى الحياة من جديد

ها هو المركز العربي للبحوث والدراسات يعود إلى الحياة من جديد، بثوبٍ أصيلٍ يفيض عراقةً ومنطوقًا بتاريخٍ حافلٍ بالمواقف والعمل الجاد. مركزٌ أسسه رجالٌ أوفياء قدّموا غاية الجهد في خدمة شعبنا وأمتنا، فكانت لهم سواعدٌ بيّنت وسجّلت، وذاكرةٌ رصينةٌ دوّنت الأحداث والوقائع كي لا تضيع الحقيقة في زحمة الزيف.

إننا نفتح اليوم أبواب هذا الصرح الجديد ونحن نحمل على عاتقنا رسالةً واضحة: أن نضيء ما أخفاه الظلام، وأن نرتّب ما أخلّ به الزمن، وأن نقدّم للباحث والمواطن والأجيال القادمة مصدراً موثوقاً للمعرفة والتحليل والرؤية.

لقد كان من أعمال المركز رصد كل العمليات العسكرية خلال الانتفاضة الثانية، وتفسير معانيها، واستخلاص النتائج التي تستحق الوقوف عندها والدّرس والاستفادة. مما يقدمه هذا المركز.

ان الباحثين لم يتوقفوا عند رصدٍ تقليدي، بل توغلوا في تفاصيل الأحداث وعبّوا وثائقًا وتحليلاتٍ صادقة، لتظهر أمام العالم حقائقٍ كانت مستورةً أو مطموسة. ثم تواصل هؤلاء الرجال ليوثقوا ما قامت به عمليات طوفان الأقصى من تأثيراتٍ استراتيجية وسياسية واجتماعية؛ عملياتٌ أربكت الحسابات، وفضحت الممارسات، وكشفت مدى افتقاد منظومة العدو لشرعيةٍ أخلاقيةٍ وقانونيةٍ أمام مجتمعاتٍ تحنُّ إلى الحرية والكرامة.

إن رسالتنا في هذا المركز لا تقتصر على التوثيق فحسب؛ بل هي دعوةٌ للعمل والمعرفة والمناصرة بالحقّ. نعلن للعالم إنسانيتنا التي تجاهر بالحقّ: أنّ لشعبٍ فلسطيني إرادةً لا تنكسر، وأنّ مطلبه في الحرية والاستقلال حقٌّ لا يُضاهى. إن شعبنا المجاهد المرابط لن يتخلّى عن حقه في دحر الإرهاب الصهيوني وكنسه من أرضنا، وسنظل نعاهد بأن نوفّر للباحث والمستخلص والقارئ موادّ وافيةً ومناهجَ تحليلٍ متوازنةً تقود إلى فهمٍ أعمقٍ واستراتيجياتٍ عمليةٍ للخلاص والإنقاذ.

وفي هذه المناسبة المباركة لافتتاح المركز، أتقدّم من منطلق المسؤولية الأخلاقية والأدبية بأصدق عبارات الشكر والتقدير لثلةٍ من الرجال والنساء الذين احتملوا المشاق والتنكيل والتهجير والجوع والعطش، ولم يفرّطوا في هذا الإرث العظيم. لهم منا كلّ محبةٍ واحترامٍ، وسيبقى صمودهم نبراسًا يُضيء دروب الأجيال. ودعوتنا أن يستمر المركز في عطائه وتميّزه، منارةً للبحث الصادق، وصوتًا للحقّ لا يلين، وعينًا لا تنام عن رصد الظلم ومواجهته بالعلم والوقائع.

والحمد لله ربّ العالمين.

رئيس مجلس الإدارة

م. إسماعيل الاشقر

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى